بدا وكأن الرجلين احتلا المعبد الأرمني بالكامل ونزعوا عن الخليفة مكانته وسلطته، إذ كانا جالسين في قاعته والقساوسة المساكين يتسللون في طريقهم بتواضع وكأنهم يخجلون من كونهم المالكين الشرعيين لهذا الدير ومن وجودهم فيه. تبين أن الخبر المبلغ إلى السردار عن تقدم الموسكوفيين كاذب، إذ وجدناهم معسكرين على ضفاف نهر بمباكي يحتلون قرية حماملو ويبنون التحصينات في قره كليسه. وفي الباحة الثانية كانت خيول كبار الخدم الذين سكنوا في الصوامع على جانبي الباحة. قطعنا غصنين متفرعين من الغابة وغرزناهما في الأرض، وعلقنا النعجة على غصن مستقيم ثبتناه بالعرض على الغصنين المغروزين وأضرمنا النار تحتها، وبقي أحد الرجال مناوباً ليفتلها حتى تستوي. اغمس الأداة في علبة من طلاء اللاتكس واستخدم الأداة لإنشاء نمط حبيبات الخشب المطلوب على الباب. وقد أحيط الدير والكنائس الشهيرة في كل أرجاء آسيا بسبب ثروتها بجدران عالية لها أبواب ثقيلة متينة. ومع اقترابنا من الدير أومأت ليوسف أن يقترب مني وقلت له أن يستعد لتأكيد أية مزاعم أعتبرها في مصلحته، وأوصيته تحديداً أن يبالغ في خدمات الاستطلاع التي أداها لجماعتنا وأن يسرد كل المخاطر التي تعرض لها أو لم يتعرض، وبشكل خاص المبالغ التي أنفقها لمصلحة السردار وحكومة الشاه. إلا أن النفساء تعرض لها حالة خبيثة لأبخرة رديئة تصعد من المشيمة إلى الدماغ والقلب والمعدة فيجب أن تستعان على ردّ أذاها بالبخورات العطرة وبشرب الميسوسن ودواء المسك وتستعمل الطلاء على القلب والمعدة والأدوية القلبية العطرة.

لقد باغتنا هؤلاء الكلاب المفلسون السنة الماضية حين عسكرنا على مسافة خمسة فراسخ من هنا، وبالكاد نجوت بنفسي وقميصي وسروالي على ظهر حصان بلا سرج. لا يوجد على ظهر الأرض أحد مظهره يوحي بالشر أكثر من السردار. وكان يوسف يمشي راجلاً، ومتى تعب كنا نركبه وراء ظهر واحد منا. مضينا نحو الحدود الجورجية متخذين مسالك في الجبال بمساعدة يوسف الذي كان يعرف كل بقعة من البلاد وجميع الاتجاهات بدقة أذهلتنا حقاً. ويقف الدير عند سفح جبل أغري داغ42 المقدس عند المسيحيين، ولا سيما الأرمن، ذلك أن (حسب ما أخبر